اتهامات للحوثيين بتهجير 4 قرى قسرياً في الحديدة

أغلقوا المنطقة بالكامل بغرض إحداث تغيير ديموغرافي

قياديان حوثيان متهمان بنهب أراضي اليمنيين جنوب محافظة الحديدة (تويتر)
قياديان حوثيان متهمان بنهب أراضي اليمنيين جنوب محافظة الحديدة (تويتر)
TT
20

اتهامات للحوثيين بتهجير 4 قرى قسرياً في الحديدة

قياديان حوثيان متهمان بنهب أراضي اليمنيين جنوب محافظة الحديدة (تويتر)
قياديان حوثيان متهمان بنهب أراضي اليمنيين جنوب محافظة الحديدة (تويتر)

بدأت الميليشيات الحوثية في اليمن حملة تغيير ديموغرافي واسعة النطاق، في المديريات الجنوبية لمحافظة الحديدة، بتهجير المئات من سكان أربع قرى، واستقدام مجاميع من عناصرها المنتمين لمحافظتي صعدة وحجة، لإحلالهم بدلاً عن السكان الذين يعيشون في هذه القرى منذ مئات السنين، في حادثة تكشف عن جزء بسيط من المخططات التي تنفذها الميليشيات لتغيير التركيبة الديموغرافية لسكان المناطق السنية تحديداً، كما فعلت قبل ذلك في العاصمة المحتلة صنعاء.
ووفق سكان ومصادر محلية في الساحل الغربي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن الميليشيات الحوثية منذ فجر الثلاثاء الماضي قامت بعزل القرى الأربع التي يسكنها الآلاف، مستخدمة القوة المفرطة، ومنعت إسعاف الضحايا، وشنت حملة اعتقالات طالت أكثر من 70 شخصاً من السكان ومسؤولي القرى، بالتزامن مع التهجير القسري لمئات من السكان، ضمن خطة لمنح هذه القرى والأراضي الزراعية لآخرين يتم استقدامهم من محافظتي صعدة وحجة.
- اعتقالات ومصادرة عقارات
ذكرت المصادر أن قوات كبيرة من الميليشيات تنفذ عملية تهجير قسرية بحق سكان قرى: المعاريف، والحضارية، وبني السهل، بني الصباحي، والقرى المتناثرة في عزلة القصرة؛ حيث أغلقت المنطقة منذ ساعات الفجر، ومنعت الوصول إلى مفرق «الجروبة» على الطريق الرابط بين مدينة الحديدة ومنطقة الحسينية الواقعة جنوب مديرية بيت الفقيه، وهي المنطقة التي يوجد بها المشتل الزراعي ومركز الأبحاث الزراعية التابع لهيئة تطوير تهامة.
ووفق المصادر، أنذر المسلحون الحوثيون سكان تلك القرى بإخلاء منازلهم ومزارعهم، بحجة أن تلك الأراضي تابعة للأوقاف؛ لكنها تريد إجلاء السكان واستقدام آخرين من محافظتي صعدة وحجة، بعدما أبرمت عقود انتفاع وهمية بأسماء شخصيات نافذة في الحديدة تعمل لخدمة الميليشيات.
وطبقاً لمصادر محلية، فإن عشرات من العربات العسكرية المسلحة داهمت القرى، ونفذت حملة اعتقالات طالت أكثر من 70 شخصاً من سكان تلك القرى، من بينهم 12 من مسؤولي هذه القرى، وأن الميليشيات مستمرة في حملة الاعتقالات التي طالت كل من يرفض قرار الإخلاء، وأنها حولت جامع التقوى والمباني الملحقة به في جنوب مدينة بيت الفقيه إلى سجن للسكان المعارضين للحملة، كما منعت إسعاف المصابين وبينهم 18 امرأة؛ حيث يواصل السكان تحدي الحملة العسكرية، ويرفضون إخلاء مساكنهم ومزارعهم.
الحملة تضم 30 عربة عسكرية محملة بالمسلحين، ومصحوبة بـ8 جرافات قامت بجرف المزارع تحت غطاء كثيف من النيران التي أطلقت لإرهاب السكان العزل، ومنع أي محاولة لوقف مساعي تهجيرهم.
وتقدر المساحة التي تسعى الميليشيات لمصادرتها بنحو 10 كيلومترات مربعة -بحسب المصادر- ويعيش فيها أكثر من 5 آلاف نسمة توارثوها عن أجدادهم منذ مئات السنين. وأوضحت المصادر أن حملة التهجير يقودها القيادي الحوثي «أبو ياسين»، المنحدر من محافظة صعدة (معقل الميليشيات) وهو المسؤول الأمني عما يسمى المربع الجنوبي بمحافظة الحديدة، ومعه القيادي الحوثي أبو أحمد الهادي، وهو مسؤول لجنة الحشد للجبهات في الحديدة.
كما يشارك في حملة التهجير والتغيير الديموغرافي –وفق المصادر- «أبو أمين»، المسؤول الاستخباراتي عن المربع الجنوبي، ومعه «أبو عاطف» المشرف على مديرية بيت الفقيه.
- إدانة حكومية
وفي أول رد حكومي، استنكر وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، بأشد العبارات، هذه الانتهاكات، وقال في تصريحات رسمية: «إن ميليشيا الحوثي الإرهابية داهمت المنطقة بعشرات العربات والجرافات، واقتحمت عشرات المنازل، وأطلقت النار بشكل عشوائي على المواطنين، واعتقلت قرابة 70 منهم، بينهم وجهاء المنطقة وعدد من الأطفال، ضمن حملة واسعة لنهب الأراضي في المنطقة».
ووصف الإرياني ما حدث بـ«الجريمة النكراء» التي قال إنها «تأتي ضمن مخطط ميليشيا الحوثي الإرهابية لمصادرة أكثر من 10 كيلومترات مربعة من الأراضي، تعود ملكيتها لأبناء المنطقة، ويستفيد منها أكثر من 5 آلاف مواطن، وظلت تستخدم لعقود كمساقٍ ومراعٍ ومزارع».
واتهم الوزير اليمني الميليشيات الحوثية بإصدار تعليمات بمصادرة الأراضي وتحويلها إلى منطقة عسكرية، ومنع الاقتراب منها، مطالباً المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والمبعوثين الأممي والأميركي «بإدانة الجريمة، وممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي الإرهابية، لوقف عمليات مصادرة أراضي وممتلكات المواطنين في مديريات محافظة الحديدة، والإفراج الفوري عن كافة المعتقلين، وإعادة المهجرين لمنازلهم».


مقالات ذات صلة

تراجع ملحوظ في الإقبال على المراكز الصيفية الحوثية

العالم العربي إقبال ضعيف على الالتحاق بالمراكز الصيفية هذا العام (إعلام حوثي)

تراجع ملحوظ في الإقبال على المراكز الصيفية الحوثية

أظهرت الأيام الأولى من أنشطة الحوثيين لتنظيم المراكز الصيفية عزوف السكان عن إلحاق أطفالهم بها، ومنعت الضربات الأميركية قادة الجماعة من الظهور في فعاليات التدشين

وضاح الجليل (عدن)
الخليج زيارة وزير الخارجية السعودي الرسمية إلى الولايات المتحدة الأميركية تتوّج أسبوعاً حافلاً من التنسيق رفيع المستوى بين البلدين (الخارجية السعودية)

خلال أسبوع... 5 محطات من المشاورات الثنائية تعزّز مستوى التنسيق بين الرياض وواشنطن

شهد التنسيق السعودي - الأميركي 5 محطات من المباحثات الثنائية خلال أسبوع، تضمّنت مشاورات سياسية ودفاعية إلى العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية.

غازي الحارثي (الرياض)
العالم العربي عمار البكار الذي كان بجوار والده على الرصيف لحظة وفاته بسبب الجوع (إكس)

وفاة جائع تفضح مزاعم الحوثيين عن توزيع أموال الزكاة

كشفت وفاة شخص من الجوع في مدينة إب اليمنية مزاعم الجماعة الحوثية عن إنفاق الأموال التي تجمعها بمسمى الزكاة، في حين تواصل الجماعة جمع الجبايات لمجهودها الحربي.

وضاح الجليل (عدن)
خاص مقاتلة «إف-18» أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» (أ.ف.ب)

خاص وزير يمني: الضربات الأميركية تفقد الحوثيين 30 في المائة من قدراتهم العسكرية

تواجه الجماعة المدعومة من إيران حالة من الارتباك العميق، وفقاً لمسؤول يمني رفيع، كشف عن أن الجماعة خسرت ما يقارب 30 % من قدراتها العسكرية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي أتباع الحوثيين بجوار لوحة إعلانية تظهر صورة مفبركة لسفينة تحترق وهي ترفع العلم الأميركي (غيتي)

ضربات واشنطن تستنزف الحوثيين رغم التكتم على الخسائر

تواجه الجماعة الحوثية مأزقاً غير مسبوق بعد استهداف الولايات المتحدة الواسع لقدراتها العسكرية وقادتها الميدانيين، وعجزها عن الرد عليها أو إحداث توازن بالمواجهة.

وضاح الجليل (عدن)

تراجع ملحوظ في الإقبال على المراكز الصيفية الحوثية

أطفال يمنيون في مركز صيفي تنظمه الجماعة الحوثية بمدينة الحديدة (إكس)
أطفال يمنيون في مركز صيفي تنظمه الجماعة الحوثية بمدينة الحديدة (إكس)
TT
20

تراجع ملحوظ في الإقبال على المراكز الصيفية الحوثية

أطفال يمنيون في مركز صيفي تنظمه الجماعة الحوثية بمدينة الحديدة (إكس)
أطفال يمنيون في مركز صيفي تنظمه الجماعة الحوثية بمدينة الحديدة (إكس)

تشهد المراكز الصيفية التي تنظمها الجماعة الحوثية هذا العام، عزوف شريحة واسعة من السكان عن إلحاق أطفالهم فيها، بينما منعت الضربات الأميركية القادة الحوثيين من الظهور في فعاليات تدشينها، على الرغم من الأنشطة الحثيثة لذلك.

ودشنت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية، المراكز الصيفية التي تنظمها سنوياً عقب انتهاء العام الدراسي في مناطق سيطرتها، والتي عملت خلال الأعوام الماضية، على تسييره بالتقويم الهجري بدلاً من الميلادي، إلى جانب تعمدها تقليص المدة الزمنية التي تجري فيها الدراسة إلى أقل من 6 أشهر.

ونقلت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن المراكز الصيفية لهذا العام تشهد في أيامها الأولى، إقبالاً محدوداً من السكان على إلحاق أطفالهم بها، رغم أن الجماعة الحوثية كثفت من أنشطتها لإقناعهم بها، وكلفت كثيراً من قادتها الميدانيين للإشراف على الدعاية والترويج لها وتنظيمها.

وربطت المصادر بين اشتداد الضربات الأميركية خلال الأسابيع الأخيرة التي سبقت تدشين المراكز الصيفية والعزوف عن إلحاق الأطفال فيها، إلى جانب عدم ظهور القيادات الحوثية العليا في فعاليات التدشين، والترويج لها بسبب مخاوف استهدافهم.

إقبال ضعيف على الالتحاق بالمراكز الصيفية هذا العام (إعلام حوثي)
إقبال ضعيف على الالتحاق بالمراكز الصيفية هذا العام (إعلام حوثي)

كما أرجعت المصادر هذا العزوف إلى ازدياد المخاوف من أن يجري استقطاب الأطفال للقتال مع الجماعة، بعد أن شهدت السنوات الأخيرة تجنيد الآلاف منهم، وإرسالهم إلى جبهات القتال، في ظل تواتر وقائع سقوط أطفال في المعارك، أو عودتهم من الجبهات بعد اختفائهم لفترات طويلة دون علم أهاليهم.

ويؤكد مطهر البذيجي رئيس التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد) لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك تغيراً في أنشطة الجماعة الحوثية للمراكز الصيفية هذا العام، باستغلال الهجمات الأميركية للترويج لروايتهم، وحشد الأطفال إلى المخيمات بحجة محاربة إسرائيل وأميركا، إلى جانب التغييرات الملحوظة في طريقة تنظيم المراكز نفسها.

استهداف الأرياف

لم تمنع مخاوف الجماعة الحوثية من استهداف الغارات الأميركية قادتها واجتماعاتها من تنظيم فعاليات التدشين والترويج للمراكز الصيفية، إذ كلفت قادتها الميدانيين والمشرفين الذين عينتهم في مستويات دنيا بالمؤسسات الحكومية التي تسيطر عليها بذلك.

طلاب في مركز صيفي حوثي يقفون على هيئة طائرة مُسَيّرة (إعلام حوثي)
طلاب في مركز صيفي حوثي يقفون على هيئة طائرة مُسَيّرة (إعلام حوثي)

وتزداد حالياً في مختلف المحافظات والمديريات الخاضعة لسيطرة الجماعة، الأنشطة والفعاليات لتدشين المراكز الصيفية، ولإقناع الأهالي بإلحاق أطفالهم بها.

ويشير تداول وسائل الإعلام الحوثية أخبار تدشين وأنشطة المراكز الصيفية، إلى استهداف الجماعة للأرياف والمناطق النائية، ومناطق التماس مع القوات الحكومية، بكثير من الأنشطة والفعاليات والترويج لإقناع السكان بإلحاق أطفالهم بها.

ويفسر البذيجي رئيس التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد)، تركيز الحوثيين فعالياتهم الترويجية للمراكز الصيفية في الأرياف بسهولة إقناع السكان، نظراً لعدة عوامل؛ منها تدني الوعي وقلة الإدراك بمخاطر ما يجري، وتلقين الأطفال بدروس وخطابات تؤدي بهم إلى التطرف وغسل الأدمغة.

ونوّه رئيس التحالف الحقوقي بأن سكان الأرياف يسهل إقناعهم بأن المراكز الصيفية ما هي إلا دورات إضافية مساعدة في التعليم وتنشيط الأطفال، وتحفيزهم على الدراسة، وتقوية تحصيلهم العلمي، إلى جانب ملء أوقات فراغهم.

اتهامات للجماعة الحوثية باستغلال الفقر لإقناع السكان بإلحاق أطفالهم بمراكزها ومعسكراتها (أ.ف.ب)
اتهامات للجماعة الحوثية باستغلال الفقر لإقناع السكان بإلحاق أطفالهم بمراكزها ومعسكراتها (أ.ف.ب)

ولفت إلى أن مناطق التماس مع القوات الحكومية غالباً من المناطق التي يسهل على الجماعة تجنيد الأطفال فيها وإلحاقهم بالجبهات، ويسهم الفقر وإغراءات الجماعة الحوثية في تقديم سلال غذائية، أو معونات مالية، في دفع الأهالي لإلحاق أطفالهم بهذه المراكز، ومن ثم تجنيدهم.

تجريف التعليم

تفيد مصادر تربوية في العاصمة صنعاء بأن المراكز الصيفية تُستخدَم، إلى جانب عمليات غسل أدمغة الأطفال وتجنيدهم للقتال، في توفير مصادر دخل لكثير من الناشطين الحوثيين، حيث يتم تكليفهم بمهام تقديم الدروس مقابل أجور يومية.

وبحسب المصادر، فإن المبالغ التي يجري إنفاقها لصالح تنظيم المراكز الصيفية، يجري سحبها من مخصصات طباعة الكتاب المدرسي، وإعداد الوسائل التعليمية، وصيانة المدارس والمرافق التعليمية، بالتوازي مع اجتزاء العام الدراسي وتقليص مدته وتخفيف الأنشطة المدرسية، لصالح المراكز الصيفية.

ولفتت إلى استغلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة خلال العام ونصف العام الماضيين، لتعزيز أنشطة المراكز الصيفية ومخرجاتها، وذلك من خلال ما أطلقت عليه «دورات الوفاء للأقصى»، التي قدّمت خلالها تدريبات عسكرية للأطفال، واستقطبت الآلاف منهم إلى صفوفها.

الضربات الأميركية قلّلت من ظهور القادة الحوثيين في فعاليات المراكز الصيفية (إ.ب.أ)
الضربات الأميركية قلّلت من ظهور القادة الحوثيين في فعاليات المراكز الصيفية (إ.ب.أ)

وركز زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، في آخر خطاباته على المراكز الصيفية، وأفرد لها مساحة واسعة، إلى جانب الهجمات الأميركية على مواقع جماعته، والتطورات الإقليمية وارتباطها بتلك الضربات.

وحثّ الحوثي جميع الجهات الخاضعة لسيطرة جماعته والمشرفين على الدورات الصيفية، على المساهمة الفاعلة في نجاحها، ودعا كل «من يمتلكون الخلفية الثقافية والعلمية في التدريس فيها»، للمشاركة في ذلك بجدّ ومثابرة.

ويرى خبراء تربويون أن استخدام التقويم الهجري في تسيير وتنظيم الأعوام الدراسية، يهدف إلى تغيير مواعيد الدراسة، وتحويل اهتمام الأهالي بتدريس أولادهم إلى المراكز الصيفية، التي تبدأ فعلياً في فصل الربيع، بينما تبدأ الدراسة في فصل الصيف الذي يعدّ موسماً زراعياً في اليمن، حيث تضطر العائلات إلى الاستعانة بأطفالها في الزراعة.

وبحسب الخبراء الذين تحدثوا في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط»؛ فإن الجماعة تسعى إلى إحلال المراكز الصيفية بديلاً عن الدراسة، وإجبار الأهالي على إلحاق أطفالهم فيها بدلاً من انتظامهم في مدارسهم.