الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

تفاصيل الحرب الإماراتية السعودية على الإقتصاد اليمني (حقائق ومعلومات)

حيروت- خاص / عدنان الجعفري
لم تكن نوايا دولة الإمارات في محاربة الإقتصاد اليمني وليدة اللحظة ، فقد سعت في العام 2008 م إلى  إبرام إتفاقية مع الجانب اليمني بتشغيل ميناء عدن تحت إدارة مؤسسة موانئ دبي , وخلال تشغيل الميناء تمكنت من إخراج ميناء المعلا عن الجاهزية وتسريح أكثر من 220 موظف رسمي و600 عامل يعملون بالأجر اليومي ، إضافة إلى تحويل كوادر الميناء الى كتاب وحراس في البوابات ، وبعد معاناة مريرة والشعور بخطر سياسة موانئ دبي انتفض الموظفون وانتهى المطاف بإلغاء الإتفاقية واخراجها من الميناء بعد أن خسرت مؤسسة موانئ عدن أكثر من مليون دولار سنويآ ، فضلاً عن إخراج كافة المعدات وسكة متناول الحاويات عن الجاهزية.
ميناء عدن أشهر ثاني ميناء في العالم بعد ميناء نيويورك قضت دولة الإمارات على نشاطه الإقتصادي وتراجع الى أن أصبح  أسوأ الموانئ ،ولم تمر فترة قصيرة اثناء ما كان طاقم الميناء يرتب لاستعادة الأنفاس في تحسين وضع الميناء ، فجاءت ماتسمى عاصفة الحزم للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات للتحكم بشؤون اليمن , فكانت بداية أولويات دولة الإمارات بسط نفوذها على ميناء عدن وإصدار القرارات بمنع استيراد بضائع كثيرة كانت تعود بالنفع الإقتصادي لخزينة الدولة وبات كل شي محتكر لصالح دولة الإمارات وتزايد التهريب عبر ميناء جيبوتي إلى السواحل اليمنية ، ليس هذا فحسب بل منعت مصانع يمنية من الإنتاج وفرضت إستيراد المنتجات الإماراتية التي انتشرت في الأسواق بفترة وجيزة رغم رداءتها.
في محافظة حضرموت منع التحالف مصنع الحديد تصدير انتاجه الى المحافظات الاخرى تحت مبرر وصوله للمحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين , كما تم منع تشغل المصنع على مولدات الكهرباء الخاصه به مما أدى الى تراجع إنتاج المصنع وأصبح مهدد بالإغلاق ،وفقدان مايقارب 400 عامل وظائفهم ومصدررزقهم.
وقامت  دولة الإمارات بقيادة التحالف العربي بمنع دخول المواد الخام للمنظفات التى تستخدم فى صناعات الكلوركس والفلاش وجميع المنظفات واصبحت اكثر المصانع متوقفة عن العمل  بحجة ان هذه المواد بالإمكان استخدامها فى أمور عسكرية، وسمحت بإستيراد المنظفات الإماراتية ، وأغلقت المصانع اليمنية.
وحصل حيروت نت على تقرير إقتصادي يوضح : أن اليمن أستوردت حديد بقيمة 11.4 مليون دولار خلال العام الحالي في حين سجلت خلال نفس الفترة من العام الماضي قيمة 6.3  مليون دولار بزيادة بلغت 44%.
هذا مايعني بأن مصنع الحديد بحضرموت استحوذ على حصة في السوق من صادرات الحديد السعودية لليمن بما يقارب خمسة مليون و مائة الف دولار و خصوصا ان السعودية يوجد لديها فائض انتاج يتجاوز اثنين مليون طن من حديد التسليح مما تسبب بركود في مصانع انتاج الحديد السعودية ، ولهذا لجأت المملكة السعودية والإمارات الى مضايقات المصانع اليمنية والتطفيش بها بإجراءات تعيق إستمرار المصانع المحلية بالتصدير.
ويقول محمد أبو الياس : أن سبب إنخفاض الطلب على الحديد السعودي بشكل عام الى اكثر من 40% و الذي تسبب بركود في قطاع صناعة الحديد و الصلب و خصوصا حديد التسليح السعودي هو مصنع حضرموت المنافس في السوق المحلي  , غير أن انخفاض انتاجه بسبب التحالف سيخدم الوارد السعودي.
وتتبادل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات الحرب الإقتصادية على اليمن بحيث توقفت المصانع اليمنية لتكرار زيوت السيارات بإيعاز إماراتي فيما انتشرت الأسواق اليمنية بزيوت السيارات الإماراتية وباسعار باهضة ، وكذا توقف إستيراد السكر ومواد غدائية وإستهلاكية أخرى ، لأجل فسح المجال للإمارات والسعودية التحكم بالسوق وتعويض خسائرها في الحرب على اليمن، كما فرض الجانب السعودي على الجانب اليمني بواسطة المشرف العام على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن السفير محمد بن سعيد آل جابر، والأمين العام لهيئة تنمية الصادرات السعودية صالح بن شباب السلمي التوقيع على مذكرة تعاون مشترك بهدف تعزيز الصادرات لليمن.
من جهته يرى الناشط الحقوقي شاهر سعد بقولة : لم أرى في حياتي وضعا مأساويا كما هوحالنا اليوم تحت البند السابع أممياً ولم أرى أفجر من تحالف جاء لإنقاذنا فسلبنا كل شي ، فكنت أعتقد أننا سنتنفس حرية ونتحسن معيشيا واقتصاديا بينما العكس صحيح حيث منحنا فتاتاً من المال وسلب حريتنا وفرض علينا ان نتخلى عن مكاسبنا ووأن نبيع  أرضنا وأن نعطل مصانعنا.
وقال الناشط شاهر سعد في حديثة ل” حيروت نت ً أن حضرموت والمكلا نموذجا للحرب الإقتصادي وفرض التنازل عن ثرواتنا وتخوين شعبنا ومنعنا من الاستيراد من الصين فتوقفت المصانع واستغني عن العمال وصارت البطالة قنبلة موقوتة وهذا المؤشر خطير , فلابد من صحوة وحتما ستظهر شمس الحرية للكادحين والعمال بشكل اقوى.
واضاف شاهر : التحالف لم يعمر حتى الان المناطق المحررة وأولها عدن,  يشتغل بمنحك قليلاً من المال وسلة من الغذاء لتتكل عليه وعلى الخارج وتترك أرضك وعملك لتنتظر ما ياتيك نهاية الشهر أو الثلاثة وهذا أسلوب إستحمار مع ترسيخ سياسة الإعلام الموجه لاجل احتلال العقول وتبليدها .
وخلفت سياسة الحرب الإقتصادية توقف رواتب التعليم والجيش ,  ومن العاطلين والأميين تعليميآ و ثقافيا و مهنيا من يقبع في أرصفة الشوارع ،  وبات الوضع الإقتصادي في خطر على وقع غلاء المعيشة وصعود الدولار وغياب الرقابة وغياب الأمن وتدمير للقيم والإخلاق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى